خدمات الحج والعمرة

لا يقتصر أداء العمرة على أوقات معينة، بل يجوز أداء مناسك العمرة في كل وقت من أوقات العام، إذ ليس ثمة وقت من أوقات العام تحرم فيه العمرة أو تكره، وهي جائزة طوال العام عند جمهور العلماء. ولا بد أن نشير هنا إلى التمتع، وهو أن يُحْرِمَ الشخص بالعُمْرَةِ في أشهُرِ الحَجِّ، ثم يَتحلل منها، ثم يُحْرِمَ بالحَجِّ في عامِه الذي يحج فيه عمرة التمتع دون أن يسافر عن مكة مسافة قصر، إذن فعمرة التمتع وقتها هو في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة).

العمرة جائزة طوال العام عند جمهور العلماء، ولم يخالف هذا الرأي إلا السادة الحنفية فذهبوا في ظاهر الرواية عندهم إلى أن العمرة تُكره تحريماً يوم عرفة وثلاثة أيام بعده، ولأن هذه الأيام الأربعة أيام تشغل بالحج، والعمرة فيها تشغل عن ذلك؛ لكن الراجح -والله أعلم- هو قول الجمهور، لأن الحديث الذي استدل فيه السادة الحنفية ضعيف، ولأن كل وقت لا يكره فيه استدامة العمرة لا يكره فيه إنشاؤها كباقي أيام السنة.

 بالنسبة لأفضل الأوقات المناسبة لأداء العمرة فهناك كلام عن وقتين أساسيين، هما: شهر رمضان، والدليل على ذلك حديث أبي معقل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان، تعدل حجة) رواه أحمد وابن ماجه، ونلاحظ هنا أن العمرة في العشر الأخيرة من رمضان أفضل؛ لأن العشر الأخيرة هي أفضل الشهر. أشهر الحج، قال ابن القيّم رحمه الله في (زاد المعاد) بعد أن ذكر عُمُرَات النبي وعددها وأوقاتها، قال: (والمقصود، أن عُمَرَهُ صلى الله عليه وسلم كلَّها كانت في أشهر الحج، مخالَفةً لهدي المشركين، فإنهم كانوا يكرهون العُمرة في أشهر الحج، ويقولون: هي من أفجر الفجور، وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك)؛ وتُخَصُ العشر الأول من ذي الحجة من بين أشهر الحج التي تؤدى فيها العمرة إذ لها فضل عظيم؛ لأن عشر ذي الحجة أفضل الأيام، والعمل الصالح فيها أفضل الأعمال، لذا فاعتمار الشخص في العشر الأول من ذي الحجة ثوابه عظيم بإذن الله، لكن العمرة في رمضان أفضل وذلك لقول النبي ﷺ: «عمرة في رمضان تعدل حجة».
ولا بد أن نشير بعد أن ذكرنا أن شهر رمضان هو الوقت المثالي لأداء العمرة خصوصاً في العشر الأواخر منه، وذلك من حيث الثواب والأجر المذكور في الحديث النبوي الشريف، بيد أنه من الممكن أداء فريضة العمرة في أي وقت في العام من خارج السعودية باستثناء فترة موسم الحج، وذلك لأن منحَ تأشيرة العمرة من تركيا وغيرها، وتنظيمَ وقت أداء العمرة يرتبط بالإجراءات والترتيبات التي تتخذها حكومة المملكة العربية السعودية.

بالنسبة لسؤال متى يبدأ موسم برامج العمرة من تركيا ؟ فإن إصدار تأشيرات العمرة يبدأ عادة من 15 ذي الحجة، يعني فور انتهاء الحج؛ فمثلاً وبما يخص العمرة لموسم 1444 هجرية كانت وزارة الحج والعمرة في السعودية قد أعلنت عن بدء استقبال طلبات إصدار تأشيرات العمرة لضيوف الرحمن القادمين من جميع دول العالم، لتأدية مناسك العُمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف وذلك بداية من 15 ذي الحجة، على أن يكون بدء توافد المعتمرين للعمرة من داخل وخارج المملكة بداية من غرة شهر محرم من عام 1444هـ، أي بعد نحو 15 يوماً من فراغ الحجاج من أداء مناسكهم. 

بإمكان الأجانب المقيمين في تركيا الحصول على تأشيرة العمرة من تركيا وفقاً للشروط الموضوعة للمعتمر، والتي سنتناول الحديث عنها في الفقرات القادمة، ومن الممكن أن يكون ذلك من خلال شركات العمرة المختلفة والمنتشرة في إسطنبول خاصة وتركيا عامة